وكالة الفرات للأنباء وكالة إخبارية مستقلة تنقل أخبار سوريا بكل مصداقية إلى العالم تم تأسيسها عام 2017
مقالات مشابهة
الذهب يثبت فوق حاجز 4000 دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه مدفوعاً بضعف الدولار وتوترات عالمية متصاعدة وتوقعات بموجة صعود جديدة نحو 4500 دولار
وكالة الفرات للأنباء
في ظل موجة صعود استثنائية، شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً تاريخياً خلال الأيام الماضية، لتتجاوز لأول مرة حاجز 4,000 دولار للأونصة قبل أن تستقر عند مستوى يقارب 4,017 دولاراً في تعاملات الأسواق الآنية، في دلالة على تحول واضح نحو المعدن الأصفر كملاذ آمن وسط مخاوف اقتصادية وجيوسياسية متزايدة.
التحركات السريعة في سوق الذهب مدفوعة بعدة عوامل مترابطة، أبرزها ضعف الدولار الأمريكي، وتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما يقلص العائد على الأصول المقومة بالدولار ويزيد جاذبية الذهب. كما تساهم المخاطر السياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط وأزمة أوكرانيا وتصاعد التوترات بين القوى الكبرى في رفع الطلب على المعدن الثمين كحماية للمستثمرين من التقلبات.
من جهة أخرى، تلعب مشتريات البنوك المركزية دوراً رئيسياً في هذا الزخم، إذ تواصل هذه الهيئات إضافة كميات كبيرة من الذهب إلى احتياطياتها كجزء من استراتيجية التنويع وتقليل الاعتماد على العملات الوطنية، ما يدعم القاعدة الأساسية للطلب على المعدن الأصفر. بحسب تقرير منتصف العام الصادر عن مجلس الذهب العالمي، فإن الذهب ارتفع بنحو 26 ٪ في النصف الأول من 2025 بالدولار الأمريكي، مدفوعاً بهذا الطلب المؤسسي القوي وبضعف العملة الأميركية وانخفاض معدلات الفائدة الفعلية.
المحللون الماليون يجمعون على أن الذهب ربما يواجه تذبذبات قصيرة الأجل وجولات من جني الأرباح، لكن الاتجاه العام ما يزال إيجابياً. بعض التوقعات تشير إلى أن المعدن قد يبلغ 4,400 إلى 4,800 دولار إن استمرت العوامل الداعمة. بنك الاستثمار “غولدمان ساكس” رفع توقعه لسعر الذهب ليبلغ 4,900 دولار بحلول نهاية 2026، مع افتراض استمرار الطلب من البنوك المركزية وضغوط خفض الفائدة الأميركية.
أيضاً، رفع دويتشه بنك توقعاته للذهب لعام 2026 إلى 4,000 دولار، مستنداً إلى الطلب القوي وتراجع الدولار.
ومع ذلك، يحذّر بعض الخبراء من أن الذهب قد يواجه مقاومات عند مستويات مثل 4,100 إلى 4,200 دولار، وأن أي تصحيح مؤقت قد يدفع السعر نحو مستويات مثل 3,500 إلى 3,700 دولار قبل استئناف الاتجاه الصاعد.
كما أن التوقيت السياسي والمالي، وخاصة قرارات الاحتياطي الفدرالي ومستوى التوترات الدولية، قد يكون لهما تأثير كبير على مدى استمرار الارتفاع.
من الناحية التاريخية، تفوّقت الأداء السنوي للذهب في كثير من السنوات العاصفة؛ ومع معدل ارتفاع يتجاوز 50 ٪ في 2025 حتى الآن، يقف المعدن الأصفر في صدارة أداء الأصول مقارنة بالأسهم والسندات.
ختاماً، مع استمرار الضبابية الاقتصادية وتنامي المخاطر الجيوسياسية وتوقعات خفض الفائدة، يبدو أن الذهب سيبقى في دائرة الضوء كملاذ استراتيجي. لكن المستثمرين ينصحون بمراقبة المؤشرات التقنية والسياسات النقدية بدقة، لأن السوق قد يشهد ارتفاعات متواضعة بعد التصحيحات، أو يتوقف صعوده مؤقتاً في المدى القصير.
