وكالة الفرات للأنباء وكالة إخبارية مستقلة تنقل أخبار سوريا بكل مصداقية إلى العالم تم تأسيسها عام 2017
مقالات مشابهة
ارتبط اسمه بتأسيس الشبيحة.. نمير بديع الأسد في قبضة الأمن السوري
وكالة الفرات للأنباء
في عملية أمنية وصفت بـ”الدقيقة والمحكمة”، أعلنت مديرية الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية عن إلقاء القبض على نمير بديع الأسد، أحد أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في الساحل السوري، والمتهم بإدارة شبكات تهريب وجرائم منظمة خلال السنوات الأخيرة.
وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد عبد العزيز الأحمد، في بيان رسمي:
“استمراراً للجهود الأمنية المكثفة لتحقيق الأمن والاستقرار، وبناءً على معلومات دقيقة ورصد ميداني مكثف، تمكنت وحداتنا الأمنية المختصة في مديرية الأمن الداخلي بمنطقة القرداحة، بالتعاون مع فرع مكافحة الإرهاب، من إلقاء القبض على المجرم نمير بديع الأسد، شقيق المجرم وسيم بديع الأسد، وعصابته الإجرامية، وذلك عقب قتل المواطن ربيع حميشة ومحاولة اختطاف الطفل سهيل عمار حميشة من إحدى محطات الوقود في قرية دبيقة بريف القرداحة”.
وأضاف البيان أن التحقيقات الأولية أظهرت تورط نمير الأسد في تشكيل وإدارة شبكات إرهابية منظمة، ارتكبت جرائم قتل وخطف وابتزاز وسلب مسلح بحق المدنيين في عدد من المحافظات السورية، إضافة إلى إشرافه على معامل لتصنيع المواد المخدرة وتهريبها إلى دول الجوار، وضلوعه في هجوم مسلح وقع في بلدة صلنفة بريف الحفة على مواقع تابعة لقوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع”.
وأشار العميد الأحمد إلى أن الخلية الإجرامية التي كان يقودها نمير بديع الأسد ضمت كلاً من عدنان عزيز حبيب، وحسن فادي سليطين، المنحدرين من مدينة القرداحة، وجعفر أحمد حسن من دمشق، مؤكداً أنه تمت إحالتهم جميعاً إلى إدارة مكافحة الإرهاب لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تمهيداً لتقديمهم إلى القضاء المختص.
من هو نمير بديع الأسد؟
ولد نمير بديع الأسد عام 1982 في سوريا، وهو من أقارب عائلة الرئيس المخلوع بشار الأسد، وشقيق وسيم بديع الأسد.
ارتبط اسمه منذ عقود بملفات فساد وجرائم جنائية متكررة، بينها قضايا خطف وسرقة واغتصاب وتشكيل عصابة مسلحة. كما حكم عليه بالإعدام مرتين وبالسجن المؤبد ثلاث مرات في قضايا مختلفة، وفق تقارير إعلامية ووثائق مسربة من سجلات قضائية.
قاد نمير استعصاءً في سجن دمشق المركزي (عدرا) مطلع عام 2007، قبل أن ينقل إلى سجن صيدنايا العسكري، عقب مواجهات مع إدارة السجن.
ويذكر أنه كان قد سطا على شركة “الهرم” للحوالات وسط دمشق عام 2005.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن نمير الأسد قاد شبكات يعتقد أنها سيطرت على مشاريع اقتصادية وتجارية في الساحل السوري، وانخرطت في أنشطة تهريب واحتكار، معتمدة على نفوذه داخل عائلة الأسد وصلاته بشخصيات بارزة في دوائر الحكم.
ارتباطه بتأسيس الشبيحة
يعتبر نمير الأسد أحد أبرز الأسماء التي ارتبطت بنشأة ما عرف لاحقاً بـ”الشبيحة” – وهي ميليشيا غير نظامية ظهرت في ثمانينيات القرن الماضي، ونسب تأسيسها إلى نمير الأسد ورفعت الأسد (شقيق حافظ الأسد).
تركز نشاط “الشبيحة” في الساحل السوري، لا سيما في مناطق اللاذقية وبانياس وطرطوس، حيث استفادت هذه الشبكات من التهريب عبر الموانئ لتكوين ثروات ضخمة.
كانت تعرف بأنها جماعات محمية من المساءلة، تدين بالولاء لأفراد من عائلة الأسد، وتفرض نفوذها بالعنف والابتزاز، وقد اكتسبت “الشبيحة” سمعة سيئة في التسعينيات بسبب الوحشية التي مارستها في فرض السيطرة وبسط النفوذ، ثم عاد اسمها إلى الواجهة بعد عام 2011، إذ استعمل النظام السوري المخلوع هذه الميليشيات في مواجهة الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية التي شهدتها المدن والقرى السورية، حيث ارتكبت، بحسب ناشطين وتقارير إعلامية، انتهاكات وجرائم واسعة بحق المدنيين.
شقيقه وسيم الأسد خلف القضبان
اعتقال نمير بديع الأسد يأتي بعد أشهر من القبض على شقيقه وسيم بديع الأسد في 21 حزيران/يونيو الماضي، بعملية أمنية نفذت بالتعاون بين جهاز الاستخبارات العامة ووزارة الداخلية.
وكان وسيم يعتبر أحد أبرز تجار المخدرات في سوريا، ومتورطًا في جرائم تهريب وأنشطة غير قانونية، وقد فرض عليه الاتحاد الأوروبي عقوبات شملت تجميد أصوله ومنعه من السفر ضمن مساعي الضغط الدولي لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات والأنشطة الإجرامية المرتبطة بالنظام السابق.
اعتقال الأخوين يعد أحد أبرز الضربات الأمنية التي استهدفت شبكات النفوذ العائلية المتغلغلة في الساحل السوري منذ عقود، ويفتح الباب على تساؤلات حول مصير بقية الأذرع المالية والعسكرية لعائلة الأسد في المنطقة.
