الأحدث

أمر ببنائها الخليفة العباسي المأمون.. ماذا تعرف عن قبة “السيار” في جبل قاسيون بالعاصمة دمشق؟

أمر ببنائها الخليفة العباسي المأمون.. ماذا تعرف عن قبة “السيار” في جبل قاسيون بالعاصمة دمشق؟

وكالة الفرات للأنباء

يقف مرصد جبل قاسيون، المعروف أيضاً باسم قبة السيار، على قمة جبل “الجنك” شمال دمشق، شاهداً على إرث علم الفلك الإسلامي الذهبي، إذ بُني المرصد بأمر من الخليفة العباسي المأمون في عام 214 هـ (829م)، وكان أحد مرصدين أمر المأمون بإنشائهما، إلى جانب مرصد الشماسية في بغداد، لمراجعة أرصاد الفلكيين القدماء ووضع جداول فلكية دقيقة، فضلاً عن مراقبة الشهور ووضع التقويم الهجري.

 

تميز المرصد بمرافق مبتكرة تشمل دائرة رخامية لقياس زوايا الأجرام السماوية بقطر 5 أمتار، ومزولة بعقرب مركزي يزيد ارتفاعه عن 5 أمتار. أرسل المأمون بعثة فلكية لتشغيل المرصد منذ عام 215 وحتى 218 هـ، ليصبح من أول المراصد الفلكية في تاريخ الإسلام، رغم بعض البدائية في إدارته وتمويله مقارنة بالمراصد التي تبعته.

 

أما قبة السيار، فتتألف من بناء حجري أحمر اللون على قمة الجبل، وما زال الجدل قائماً بين المؤرخين حول ارتباطها بمرصد المأمون أو كونها من أعمال الأمير المملوكي سيار الشجاعي في العصور الأيوبية، حيث كانت تستخدم في إشعال النيران لإنارة الطرق للعساكر. وقد أشار المؤرخ قتيبة الشهابي إلى أن القبة ترجع إلى القرن الثاني عشر أو الثالث عشر للميلاد، بناءً على الكتابات المحفورة عليها.

 

وحسب الروايات التاريخية، شهد جبل قاسيون موقعاً مأساوياً خلال القصف الفرنسي على دمشق، حيث استخدمت القوات التلال العالية لمحاولات السيطرة على المدينة، مضيفاً للمكان بعداً تاريخياً آخر مرتبطاً بالنضال والذاكرة الوطنية.

 

وفي العصر الحديث، أحيت الجمعية الفلكية السورية التراث الفلكي العربي والإسلامي في المرصد عام 2009، ضمن فعاليات السنة الدولية لعلم الفلك، مؤكدة أهمية الحفاظ على هذا الصرح التاريخي كرمز للعلم والثقافة السورية.

عن Helmy Abdulrhman

شاهد أيضاً

وزارة التنمية الإدارية تنشر مشروع قانون الخدمة المدنية الجديد كبديل لقانون العاملين في الدولة وتدعو للمشاركة في تطويره

وزارة التنمية الإدارية تنشر مشروع قانون الخدمة المدنية الجديد كبديل لقانون العاملين في الدولة وتدعو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *