صيادو الأسماك في مدينة جرابلس.. معاناة مستمرة ولقمة محفوفة بالمخاطـر
وكالة الفرات للأنباء – حسن عبد الحليم المصطفى
تواصل ميليشيا “PKK/PYD” في استهداف الصيادين على نهر الفرات، قرب مدينة جرابلس، وذلك من قبل نقاطها المتمركزة على الجبال المطلة على النهر.
يتعرض الصيادون بشكل متكرر للرصاص أثناء مزاولتهم مهنة صيد الأسماك، مما جعل هذه المهنة خطرة للغاية. هذا الوضع دفع الصيادين إلى الابتعاد عن مناطق تواجد ميليشيا “PKK/PYD”، مما يصعّب عملهم في العثور على الكمية المعتادة من الأسماك وتأمين احتياجاتهم اليومية.
مهنة صيد السمك هي مصدر رزق للكثيرين من سكان المناطق القريبة من نهر الفرات. نظراً لقلة الفرص الوظيفية وعدم وجود مهارات أو تأهيل للعمل في مجالات أخرى، يجد العديد من الأشخاص أنفسهم يعملون في هذه المهنة التي لا تحتاج إلى معدات مكلفة أو خبرات خاصة. ورغم التحديات والمخاطر التي تواجههم أثناء الصيد، إلا أنهم يتجاهلونها لأجل كسب لقمة عيشهم.
تُشكل هذه الحالة تحدياً جديداً يواجهه الصيادون
في لقاء لوكالة “الفرات” مع أحد الصيادين، قال: “أنا مهجّر من بلدة الشيوخ ونعيش ونعيل عائلاتنا من خلال صيد الأسماك طوال النهار، وأحياناً أقوم بالصيد أيضاً ليلاً بسبب صعوبة العثور على الأسماك في النهار. ليس لدي أي وظيفة أخرى. لقد عملت في هذه المهنة لسنوات، والآن عندما أخرج للعمل، أشعر وكأنني لن أعود لرؤية عائلتي مرة أخرى”.

وأضاف قائلاً: “يصعب عليّ العثور على حلول أخرى يمكن أن تساعدني في توفير لقمة عيشي، خصوصاً أنني لا أمتلك مهنة أو حرفة أخرى. عملت في هذه المهنة لسنوات، والوضع أصبح صعباً أكثر مما يمكن تصوره. كل ما نريده هو توفير لقمة عيشنا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. لقد هجرتنا ميليشيات “PKK/PYD” من منازلنا، وهي تطاردنا الآن في مجال عملنا ولقمة عيشنا”.
وبحسب شهادات عدد من الصيادين، فقد قتل أحد الصيادين برصاص ميليشيا “PKK/PYD” في الآونة الأخيرة، واستمرت هذه الاعتداءات بشكل متكرر. وبعض الصيادين الذين استُهدفوا منهم من قتل برصاص الميليشيات المتمركزة على الجبال المطلة على نهر الفرات ومنهم من أصيب أو اختطف عند اقترابه من الطرف الثاني من النهر أثناء العمل بالصيد.
يُذكر أنَّ عدد الصيادين الذين استهدفتهم ميليشيا “PKK/PYD” تخطى 13 صياداً في مواقع مختلفة على نهر الفرات، وسط مخاوف من استمرار هذه الهجمات والاعتداءات، حيث تعتبر الأغلبية الساحقة من الضحايا مهجّرين وأشخاص محتاجين إلى عمل يؤمن لهم لقمة العيش واحتياجات عائلاتهم الأساسية.

