الأحدث

حراقات قرية تل شعير البدائية.. موتٌ بطيء يتسلّل إلى سكان جرابلس وما حولها

حراقات قرية تل شعير البدائية.. موتٌ بطيء يتسلّل إلى سكان جرابلس وما حولها

وكالة الفرات للأنباء – حلمي عبد الرحمن

في مشهدٍ يختزل معاناة الإنسان مع التلوث البيئي، تُواصل الحراقات البدائية في قرية “تل شعير” غربي مدينة جرابلس عملها اليومي بتكرير النفط الخام عبر طرق بدائية تهدد صحة الإنسان والبيئة على حد سواء.

 

تبدأ العملية بإدخال كميات كبيرة من النفط الخام إلى خزانات حديدية تُعرف محليًا بـ”الحراقة”، وتُشعل النار تحتها لساعات طويلة قد تمتد إلى أكثر من يوم، لاستخلاص المشتقات النفطية من بنزين ومازوت، دون أي رقابة صحية أو بيئية.

 

الخطورة لا تكمُن فقط في طريقة التكرير، بل في الأدخنة والروائح المنبعثة منها، والتي توصف من قبل مختصين صحيين بأنها “شديدة الضرر” على الجهاز التنفسي، وتحتوي على ملوثات كيميائية قادرة على التراكم في أجساد البشر والتسبب بأمراض مزمنة على المدى البعيد.

 

تتسلل هذه الروائح إلى القرى المحيطة ومدينة جرابلس بشكل خاص خلال ساعات الليل، عندما يهدأ الهواء وتتراكم الغازات الثقيلة فوق رؤوس السكان، الأمر الذي بات يسبب أرقاً ومعاناة حقيقية للأهالي.

 

ويطالب سكان جرابلس والبلدات المجاورة الجهات المعنية بضرورة التدخل السريع لنقل هذه الحراقات إلى مناطق نائية، بعيدًا عن التجمّعات السكنية، ووضع ضوابط صارمة على مثل هذه الأنشطة التي باتت تهدد الحياة اليومية في المنطقة.

 

في ظل غياب حلول حقيقية أو رقابة بيئية، تبقى هذه الحراقات البدائية مصدر قلق دائم، وسيفاً مسلطاً على صحة الأهالي وبيئتهم، في انتظار قرار يعيد التوازن بين الحاجة للطاقة وحق الإنسان في بيئة نظيفة.

عن Helmy Abdulrhman

شاهد أيضاً

إدارة جرابلس الجديدة.. بصمات واضحة في إدارة المنطقة رغم حداثة التكليف

إدارة جرابلس الجديدة.. بصمات واضحة في إدارة المنطقة رغم حداثة التكليف وكالة الفرات للأنباء – …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *