الأحدث

الخطاط العراقي “علي زمان” ينجز أكبر مصحف خطي في العالم بعد 6 سنوات من العمل في إسطنبول

الخطاط العراقي “علي زمان” ينجز أكبر مصحف خطي في العالم بعد 6 سنوات من العمل في إسطنبول

وكالة الفرات للأنباء

في إنجاز فني وروحي استثنائي، نجح الخطاط العراقي “علي زمان” في إعداد أكبر مصحف مكتوب بخط اليد في العالم، بعد ست سنوات من العمل المتواصل في مدينة إسطنبول التركية، مستخدماً أدوات تقليدية وخط الثلث الأصيل.

 

المصحف الذي يبلغ طول كل صفحة فيه 4 أمتار وعرضها 1.5 متر، يُعد بصمة فريدة في تاريخ الخط العربي، إذ خطّه الفنان زمان يدوياً دون الاستعانة بأي وسائل عصرية أو تقنية حديثة، مستعيناً بالقصب التقليدي وأدوات الكتابة الكلاسيكية.

 

بدأ المشروع في عام 2020 بعد عام كامل من التحضير والدراسة، حيث عمل زمان يومياً بعد صلاة الفجر في غرفة صغيرة داخل جامع مهرماه سلطان بمنطقة الفاتح في إسطنبول، دون انقطاع تقريباً، رغم معاناته الصحية التي اضطرته للتوقف مؤقتاً أواخر عام 2023.

 

تحمّل الفنان العراقي كامل تكاليف المشروع من ماله الخاص دون أي دعم مادي أو رعاية، مؤكداً أن عمله نابع من إخلاص شخصي وروحي، وقال في تصريح له: “العمل المميز يمنح الإنسان شعوراً بالسعادة، لأن إنجازه لا يقدر عليه إلا القليلون، وهذا الإنجاز مصدر فخر كبير بالنسبة لي.”

 

المصحف الضخم يتألف من 30 صفحة كبيرة، تضم كل صفحة جزءاً كاملاً من القرآن الكريم، ليصبح بذلك الأكبر من نوعه في العالم، متجاوزاً في حجمه المصاحف العملاقة السابقة التي لم تتجاوز أبعادها 2.28 متر طولاً و1.5 متر عرضاً.

 

ويُعد علي زمان، المولود عام 1971 في مدينة رانية بمحافظة السليمانية شمالي العراق، من أبرز الخطاطين المعاصرين، حيث حصل على جوائز دولية في مسابقات أقيمت في سوريا وماليزيا والعراق وتركيا، ونال في عام 2017 جائزة التقدير في مسابقة الحلية الشريفة الدولية التي سلمها له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال ريكار زمان، نجل الفنان العراقي، إن والده اختار إسطنبول لإطلاق مشروعه لأنها “المركز الأهم لفن الخط العربي في العالم الإسلامي”، مشيراً إلى أن العراق لم يوفر البيئة الفنية الكافية لإنجاز عمل بهذا الحجم.

 

وأضاف: “عمل والدي بمفرده طيلة ست سنوات حتى اكتمل هذا المشروع الفريد، ونحن فخورون بأن هذا المصحف سيبقى شاهداً على إبداع فني وإنجاز تاريخي سيُخلَّد في الذاكرة.”

 

واختتم ريكار حديثه بالتأكيد على نية العائلة حفظ المصحف في مكان آمن داخل تركيا، مع أملهم في أن يُعرض قريباً أمام الجمهور بوصفه “عملاً فنياً فريداً يجسد عبقرية الخط العربي وتاريخ العطاء العراقي في كنف التراث العثماني الأصيل”.

عن admin

شاهد أيضاً

أخر التطورات على الساحة اللبنانية في الساعات الـ24 الأخيرة

أخر التطورات على الساحة اللبنانية في الساعات الـ24 الأخيرة وكالة الفرات للأنباء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *