مستقبل مجهول لطلاب “استصلاح الأراضي” في جامعة حمص… ومساعٍ لإعادة فتح التخصص
وكالة الفرات للأنباء – عبد المعين قبا خليل
رغم مرور أكثر من عقد على إغلاق برنامج هندسة استصلاح الأراضي واستزراعها في المناطق الجافة وشبه الجافة بجامعة حمص، لا يزال مصير 4491 طالبًا وطالبة معلقًا، وسط محاولات مستمرة لإعادة افتتاح التخصص الذي يعتبر حيويًا للقطاع الزراعي في سوريا.
إغلاق مفاجئ وقرارات متخبطة
تأسس البرنامج في العام الدراسي 2002/2003 بموجب قرار 309/م.ت.ع، لكنه واجه انتكاسة عام 2006 عندما تم إيقاف التسجيل فيه، مع منح الطلاب المسجلين مهلة 10 سنوات لإنهاء دراستهم. وبحلول عام 2014/2015، صدر قرار مجلس التعليم العالي 275 بإغلاقه نهائيًا، ليجد الطلاب أنفسهم أمام مستقبل مجهول.
ورغم ذلك، تم منح أربع دورات امتحانية إضافية، ثم دورة خامسة لطلاب السنة الأخيرة عام 2017/2018 وفق القرار 300، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لحل معاناة الطلاب، خاصة في ظل الحرب التي فرضت واقعًا أكثر تعقيدًا.
معوقات حالت دون التخرج
واجه الطلاب صعوبات عديدة حالت دون إنهاء دراستهم، أبرزها:
الظروف الأمنية المرتبطة بالمشاركة في الثورة السورية، مما دفع بعض الطلاب لمغادرة حمص أو حتى سوريا بالكامل.
الخدمة الإلزامية التي حالت دون عودة عدد كبير من الطلاب لاستكمال دراستهم.
الأوضاع الاقتصادية الصعبة، حيث وجد الكثيرون أنفسهم مضطرين للعمل بدلًا من متابعة التعليم.
وجود جرحى ومصابين بين الطلاب، نتيجة الحرب التي أثرت على مختلف جوانب حياتهم.
عدم توفير فرص التخرج خلال الفترة الممتدة من 2011 إلى 2020، رغم أن البرنامج كان لا يزال قائمًا على الورق.
تحركات لإعادة فتح التخصص
أمام هذا الواقع، تحرك الطلاب في أكثر من اتجاه لإعادة فتح التخصص وإنصافهم أكاديميًا، حيث:
شكلوا مجموعات طلابية على مواقع التواصل الاجتماعي لتنسيق الجهود.
تواصلوا مع إدارة جامعة حمص وعدد من المسؤولين لمناقشة مصير البرنامج.
رفعوا كتبًا رسمية إلى وزارة التعليم العالي، أولها بتاريخ 30/12/2024، طالبوا فيه بإعادة فتح التخصص لجميع السنوات.
قدموا طلبًا آخر إلى لجنة تسيير الأعمال بتاريخ 13/01/2025 لمتابعة القضية على نطاق أوسع.
أجروا لقاءات إعلامية مع قنوات مثل الجزيرة، وسوريا TV، ووكالة الفرات للأنباء، لتسليط الضوء على معاناتهم.
هل يتحقق الأمل؟
وفق مصادر طلابية، التقى ممثلون عنهم بمسؤولي وزارة التعليم العالي في 5 شباط 2025، حيث تلقوا وعودًا ببحث الملف في اجتماع مجلس التعليم العالي القادم، وسط توقعات بصدور قرار خلال 10 أيام، مع إحالة تنفيذه إلى جامعة حمص.
في الوقت الذي ينتظر فيه الطلاب القرار الحاسم، يأملون أن تنصفهم الوزارة وتعيد لهم حقهم في التعليم، بعد سنوات من المعاناة والتهميش. فهل يكون القادم مبشرًا، أم أن مصير هندسة استصلاح الأراضي سيظل معلقًا إلى أجل غير مسمى؟