عندما يكون رجلاً بمؤسسة.. تامر تركماني وتوثيق جرائم النظام البائد
وكالة الفرات للأنباء – حلمي عبد الرحمن
في وقت يتسابق فيه الإعلام لاستقبال الممثلين والفنانين يظل تامر تركماني ابن مدينة حمص، بعيداً عن الأضواء، رغم أنه يمثل واحداً من أعتى وأهم الشخصيات التي سجلت تاريخ الثورة السورية بأدق تفاصيله.
تامر التركماني هو صاحب أكبر أرشيف ثوري في سوريا، لم يترك مشهداً من مجازر أو انتهاك إلا جمعه، ولم يتوقف عن توثيقه طوال السنوات الماضية، قد يكون هذا الجهد لا يُذكر في الإعلام، إلا أنه لا يقل أهمية عن أي عمل آخر.
جمع التركياني آلاف الملفات التي تسجل جرائم النظام البائد، سواء كانت قتلاً أو تشريداً أو انتهاكات إنسانية، لم يعتمد على دعم أي منظمة أو منصة إعلامية، بل استمر في عمله رغم الظروف القاسية التي مرَّ بها، ليبني أرشيفاً ضخماً من الشهادات والوثائق.
لم يكتفِ تركماني بتوثيق الجرائم فقط، بل استمر في تدقيق وتحديث هذه الوثائق ليضعها بين يدي القضاء السوري الحر الذي سيسعى يوماً لمحاسبة من ارتكب هذه الجرائم، ويمتلك الآلاف من الملفات التي يمكن أن تضع أذناب النظام أمام القضاء لتقديمهم للعدالة.
وأخيراً وليس آخراً، يمكننا القول إن عمله المتواصل، وعزمه على إبقاء ذكرى الثورة السورية حية في قلوب الأجيال القادمة، يستحق كل الشكر والتقدير، ففي عالم مليء بالأضواء والاهتمام السطحي، يبقى تامر التركماني رمزاً حقيقياً للثوار الذين عملوا في الظل دون أن يُكافأوا على جهدهم.