الأحدث

“مصطفى شدود” العقيد الذي حاور الثوار… فصفّاه نظام الأسد

“مصطفى شدود” العقيد الذي حاور الثوار… فصفّاه نظام الأسد

وكالة الفرات للأنباء – حلمي عبد الرحمن

في مثل هذه الأيام من صيف العام 2013، خسر السوريون أحد الضباط الشرفاء الذين لم يتخلَّوا عن ضميرهم الإنساني، ولم ينصاعوا لهمجية نظام الأسد في قتل السوريين، وسلك طريق الحوار الذي انتهى بتصفيته في زنازين نظام الأسد المظلمة كحال آلاف السوريين منذ أن استلمت عائلة الأسد مقاليد السلطة في سوريا

 

العقيد مصطفى شدود، الضابط في إدارة الدفاع الجوي، اشتهر بلقب “الضابط المحاور” بعد ظهوره في مقطع مصوّر من بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، وهو يحاور الثوار بلغة العقل والاحترام، متفهّماً مطالبهم، ومعبّراً عن روح وطنية نادرة.

 

لم ينضم العقيد شدود إلى الثورة رسمياً، لكن أخلاقه العالية وتواضعه جعلت الثوار يحبونه ويحترمونه، فكان حديثه صادقاً ونابعاً من القلب، لا من تعليمات مكتوبة.

 

ظهر العقيد مصطفى شدود في مقطعٍ مصوّر بثّته تنسيقيات الثورة، وقد جلس بين الثوار الذين استأمنوه على أرواحهم، فبادلهم الطمأنينة بكلماتٍ وطنية صادقة لا تزال ترنّ في ذاكرة السوريين بدفئها وصدقها، حين قال: “أنتم من درّستموني، وهذه البلاد لها فضل علينا جميعًا.”

 

كانت لحظة نادرة في تاريخ الدم والحديد، كلمات خرجت من قلب ضابطٍ لم يخن إنسانيته، فانتشرت يومها كالنار في الهشيم، توقظ في النفوس معنى الوطن الحقيقي.

 

لكنّ صوتاً بذلك الصفاء لم يكن ليروقَ لنظامٍ اعتاد كتم الأنفاس وخنق الضمائر. فسرعان ما امتدّت إليه يد الغدر، تُصفيه كما صفّت من قبله كثيراً من الشرفاء. فقد كان في كلماته قبسٌ من نورٍ أيقظ شيئاً دفيناً في قلوب السوريين… شيئاً يشبه الكرامة، ويشبه الوطن حين يتكلّم بلسان الصدق.

 

نُعي العقيد من قبل أهالي المليحة وقوى الثورة، وخلّد السوريون اسمه في ذاكرتهم كأحد الضباط القلائل الذين أنصفوا شعبهم دون خيانة أو انبطاح.

عن Helmy Abdulrhman

شاهد أيضاً

“ارتقاء مدني وإصابة آخرين”.. ماذا جرى فجر اليوم في بلدة “بيت جن” بريف دمشق؟

“ارتقاء مدني وإصابة آخرين”.. ماذا جرى فجر اليوم في بلدة “بيت جن” بريف دمشق؟ وكالة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *