الرئيس الشرع… حين تتحول كرة السلة إلى خطاب سياسي بصري
وكالة الفرات للأنباء – حلمي عبد الرحمن
في لقطة غير مألوفة، ظهر الرئيس أحمد الشرع برفقة وزير الخارجية أسعد الشيباني وهما يمارسان رياضة كرة السلة، يتبادلان التمريرات، ويتنقلان بخفة على أرض الملعب، ويسددان الكرات بثقة وهدوء لافتين. مشهداً قد يبدو عادياً، لكنه في عُرف السياسة مشحون بالرمزية ويستحق التوقف عنده.
اللافت في المشهد أن الرئيس والوزير لم يكونا يرتديان ملابس رياضية، بل بدلتين رسميتين مع ربطات عنق، وكأنهما أرادا التأكيد على أن الوقت وقت مسؤولية، حتى أثناء اللعب. وهذا ما عزز من دلالة الرسالة التي حملها الفيديو الذي نشره وزير الخارجية أسعد الشيباني على حسابه في “إنستغرام”، تحت عنوان: “على هامش معركة بناء وطننا”.
هذا الظهور المشترك لا يظهر مجرد لحظة استجمام، بل يقدم خطاباً سياسياً بصرياً مدروساً، فالرياضة هنا تتحول إلى منصة غير تقليدية لإيصال رسائل داخلية وخارجية. الرئيس ووزيره في ساحة رياضية، يتحركان بتناغم، في دلالة على انسجام داخلي وتماسك في قمة هرم السلطة.
الرئيس الشرع بدا واثقاً ومسترخياً، يتصرف بحرية وكأنه يقول لخصومه: “نحن في كامل جاهزيتنا… نلعب وندير شؤون الدولة دون ارتباك”. أما الوزير الشيباني، فوجوده بجانب الرئيس بهذه الصورة يوحي بدبلوماسية أكثر مرونة وانفتاحاً، ورسالة ضمنية أن السياسة الخارجية تتحرك بثقة خلف قيادة داخلية متماسكة.
الجمهور الداخلي التقط بلا شك هذه الإشارات، فالصورة تظهر مسؤولين رفيعين في لحظة إنسانية بسيطة، بعيداً عن الصرامة الرسمية، صورة لرئيس ووزير يتعاملان مع التحديات بروح الفريق، لا بعقلية الأبراج العالية.
كل تسديدة كرة بدت وكأنها تلخيص لموقف سياسي: خطوات محسوبة، قرارات مدروسة، ورسالة مفادها أن القيادة لا تُمارَس فقط في القاعات المغلقة، بل تُظهر قوتها وثقتها في وضح النهار.
في النهاية، لم يكن المشهد مجرد مباراة سريعة، بل لوحة رمزية محمّلة برسائل لمن يهمه الأمر: القيادة بخير، الفريق متماسك، والملعب تحت السيطرة.